تابعوني على الفيس بوك

الأربعاء، 12 نوفمبر 2014

سجناء بادوش أعدِموا على دفعات? والشهود الناجون أنقذتهم جثث زملائهم (2-2)

(المستقلة)/ احمد الهادي/..طوال الطريق الواصل بين موقع المجزرة الأولى في وادي بادوش، ومدينة الموصل التي توجهت إليها الشاحنات الثلاث وهي تحمل السجناء السنّة ومعهم عشرات السجناء الشيعة المتخفين، كان شاهدنا الناجي مسعود وعد الله، يرفع صوته مع باقي السجناء بشعار تنظيم «داعش» المعروف: «دولة الإسلام… باقية». ظن وعد الله أن عناصر «داعش» انطلت عليهم الخدعة، وبأنهم سيطلقون سراحه حالما يصلون المدينة. لكن القلق سرعان ما استبد به حين مرت الشاحنات بالقرب من بوابة الشام. فهناك، كان عناصر التنظيم يقتادون مجموعة كبيرة من السجناء باتجاه المنطقة المحاذية للبوابة، وخمن وعد الله أنهم سيعدمونهم مثل سجناء وادي بادوش. مجزرة عين الجحش يتذكر وعد الله، وهو الناجي الوحيد الذي خرج من المجزرة ليروي شهادته، أن الشاحنات انحدرت بعد عبورها بوابة الشام إلى الحي الصناعي الواقع غرب الموصل، ومنه إلى حي التنك، وصولاً إلى منطقة السحاجي فـالطريق الخارجي المتجه إلى جنوب غربي الموصل. بعد نحو ساعتين من السير في الطريق الصحراوي وصلت الشاحنات إلى منطقة عين الجحش، وهناك، بالقرب من مقلع الحجر، توقفت الشاحنات ونزل منها السجناء ليجدوا في انتظارهم العشرات من عناصر «داعش». السجين 157 يقول وعد الله إن عناصر التنظيم صفوا السجناء على طريقة النسق، كل خط يتكون من عشرة سجناء، ثم بدأوا بإعطاء أرقام متسلسلة للسجناء، ينادي كل منه برقمه حين يصل الدور إليه، «وصل العد إلى 475، وأنا كان رقمي 157». حينذاك، أمر أحد قادة التنظيم كل السجناء الشيعة المتخفين، أن يخرجوا على الفور من المجموعة والوقوف في الجانب الآخر. وحين رفض السجناء السنة الإشارة إلى السجناء الشيعة، قام قائد المجموعة بقتل اثنين من السجناء، فاضطر السجناء السنة إلى الإبلاغ عن السجناء الشيعة الذين بلغ عددهم 74 سجيناً. لاحقاً، حقق عناصر التنظيم مع السجناء السنة، سألوهم عن عشائرهم ومناطق سكناهم وكيفية إقامة الأذان والصلاة، وعزلوا سبعة من السجناء السنة الذين كان من سوء حظهم أن لهجاتهم كانت قريبة من لهجة أهل جنوب العراق، أو أن أسماءهم كانت «أسماء شيعية». بعدها، كما يقول الناجي الوحيد وعد الله، صف عناصر التنظيم السجناء الشيعة الـ74 ومعهم السجناء السنة السبعة على حافة حفرة كبيرة، يتجاوز قطرها 7 أمتار وعمقها ثلاثة أمتار. يتذكر وعد الله أنهم حين وصلوا إلى حافة الحفرة الكبيرة، أصيبوا بالرعب. «ففي تلك الحفرة كانت تتكدس العشرات من جثث الجنود وعناصر الشرطة الذين أعدمهم عناصر التنظيم قبل وصولنا إلى المكان». حين بدأ إطلاق النار، يقول وعد الله، تلقيت رصاصتين في كتفي وظهري، ورميت بنفسي داخل الحفرة مع الجثث المتساقطة، وبقيت ملقى هناك، فوقي جثث السجناء، وتحتي جثث الجنود، مطبقاً بأسناني على ساق أحد الموتى كي لا أصرخ من الألم». يتذكر وعد الله، أنه بقي على وضعه منتظراً ابتعاد عناصر التنظيم كي يخرج من الحفرة ويهرب بالاتجاه المعاكس لبيوت التنظيم الطينية، وبعد ساعات من سيره غرباً، رأى عباس أضواء القرى البعيدة، ومن هناك تدبر أمره في الوصول إلى منطقة الحضر، وفي رحلة طويلة محفوفة بالمخاطر، بمساعدة أهالي مناطق سنية مر بها، وصل إلى مدينته القريبة من العاصمة بغداد. مجزرة بوابة الشام تردد الرجل الستيني حامد الـــبيــجاوي كثيراً قبل أن يقرر الوجهة التي سيسير فيها بعد خروجه من السجن، لم يكـــن قد بـــقي له من محــكوميته سوى ستة أشهر، وجسده ما كان يسعفه على السير لمسافات طويلة. ما كان البيجاوي يعرف أن خطواته المتثاقلة، ستكون مفتاح نجاته من الموت. فبعد أن وصل إلى تقاطع بادوش، كانت الشاحنات الثلاث التي حملت السجناء إلى موقع المجزرة الأولى، قد غادرت للتو. عند بوابة الشام، كان عناصر تنظيم «داعش» يشخصون السجناء الواصلين إلى البوابة من ملابسهم وطريقتهم في السير ضمن مجاميع غير منظمة، ومشياً على الأقدام. وحالما وصل البيجاوي، ألحقه عناصر التنظيم بمئات السجناء الذين عزلهم وأجلسهم على جانب البوابة. هناك، طلب أحد قادة تنظيم «داعش» أن ينقسم السجناء إلى مجموعتين، واحدة للسنة، والثانية للشيعة. ولأن البيجاوي كان ينتمي لقبيلة البيجات التي ينتمي إليها صدام حسين، فقد ادعى بأنه من أقارب الأخير، لهذا سمح له قائد مجموعة «داعش» الذي كان يتحدث بلهجة موصلية قروية، أن يقف جانباً لكي يطلق سراحه حين ينتهي من الآخرين. لم يكن البيجاوي فعلاً من أقارب الرئيس الأسبق صدام حسين. بل كان من الفرع الشيعي من نفس العشيرة التي يتركز سنتها في قرية العوجة، وشيعتها في بعض مناطق الجنوب. لكن هذا اللقب طالما كان ينفعه حين يكون في مناطق الموصل أو غرب العراق، ومنذ ثمانينات القرن الماضي. كان عدد السجناء الشيعة عند البوابة بعد إجراء التعداد عليهم، باستثناء البيجاوي، 304 سجناء، اقتادهم مسلحو «داعش» إلى الجهة المقابلة للبوابة «وبدأوا بحصدهم برشقات متتالية من الرصاص وسط التكبيرات التي ضجت في كل أنحاء بوابة الشام». كما يقول البيجاوي. وبحسب شهادة البيجاوي، فأنه شاهد عناصر التنظيم قبل مغادرته باتجاه الموصل، وهم يجمعون مجدداً كل السجناء الوافدين إلى البوابة، وإجلاسهم على جانب الطريق تمهيداً لتنفيذ عملية إعدام جماعي أخرى كما يعتقد. المصير المجهول وصل شاهدنا الناجي محمد عبد الله إلى بوابة الشام بعد إعدام الوجبة الأولى (304)، وكان ذلك كما يتذكر بعد العاشرة والنصف تقريباً، حينها، أوقفه عناصر التنظيم وأجلسوه مع مئات السجناء إلى جانب البوابة. ومثلما كان عليه الحال في الوجبة الأولى من السجناء، طلب قيادي في «داعش» يتحدث بلهجة خليجية أن ينقسم السجناء إلى مجموعتين، سنية وشيعية، حينها، كما يقول عبد الله، «تحركت أنا ومعي بعض السجناء الشيعة الذين أعرفهم إلى الجهة التي تجمع فيها السجناء السنة». في ذلك الوقت، كان عناصر التنظيم يجرون تعداداً للسجناء الشيعة فوصل عددهم إلى 108 سجناء. لكن قائد المجموعة طلب من السجناء الشيعة الذين التحقوا بالمجموعة السنية أن يكشفوا عن أنفسهم على الفور، ثم قام بذبح اثنين من السجناء الشيعة الذين تعرف إليهم داخل السجناء السنة، ما دفع 60 سجيناً إلى الالتحاق بالمجموعة الشيعية طواعية. لاحقاً، كما يقول عبد الله، وصل رجل مقنع في سيارة همر عسكرية عليها راية «داعش»، وقام بتشخيص 31 سجيناً شيعياً متخفياً، «لكنه لم يتعرف أيضاً على بعض الشيعة المتخفين، بمن فيهم أنا». عرف عبد الله […]

أكثر...

0 التعليقات:

إضغط هنا لإضافة تعليق

إرسال تعليق

Blogger Widgets